روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | تمكين الكفار.. في الأرض

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > تمكين الكفار.. في الأرض


  تمكين الكفار.. في الأرض
     عدد مرات المشاهدة: 2507        عدد مرات الإرسال: 0

قال الله تعالى:((لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ))، آل عمران:196-197.

المشهورُ في سببِ نزولِ هاتين الآيتين الكريمتين؛ أنَّ الخطاب فيهما للنبيّ – صلى الله عليه وسلم – والمراد:الأمة؛ وذلك أنَّ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا:هَؤُلاءِ الْكُفَّار لَهُمْ تجارة، وَأَمْوَال فِي الْبِلاد , وَقَدْ هَلَكْنَا نَحْنُ مِنْ الْجُوع ; فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآية.أَيْ لا يَغُرَّنَّكُمْ سَلامَتُهُمْ بِتَقَلُّبِهِمْ فِي أَسْفَارهمْ، وضربهم في الأرض.

وما أشبه الليلة بالبارحة! فحينما يتسلل الإحباط، واليأس إلى نفس المؤمن، وهو يرى ما عليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض، وما يملكونه من القوة والهيمنة، وعندما يرى جيوشهم، وعددهم، وعتادهم، ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ما حققّه القوم من رقي، وتقدم في عالم الحضارة والمدنية، ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم؛ تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها، وتشعره بالعزّة، وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذي سيصيرون إليه؛ فتتحقق له الطمأنينة ويستشعر عزّة الإسلام ونعمة الإيمان التي امتنَّ الله بها عليه يوم أن جعله مؤمنًا بالله موحدًا له، ومنزّهًا له عن الشرك.إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه (متاع قليل) إذا ما قُورن بنعيم الآخرة، ثم مأواهم جهنم هي حسبهم، وبئس المآل، والقرار.

اللهمّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين.

الكاتب: شادي السيّد

المصدر: موقع صيد الفوائد